أنجز مزارعو التبغ في الجنوب "مشاتل التبغ"، تمهيداً للاستعداد لموسم زراعة الأراضي بالشتول اعتباراً من الاسبوع الأول من شهر نيسان المقبل.

على هذا الصعيد، تعرف زراعة التبغ بـ"الزراعة البيتية" ويشارك فيها 17000 ألف مزارع في الجنوب، بالإضافة إلى 5 الاف في البقاع و5 الاف في الشمال، ورغم ارتفاع تكاليف هذه الزراعة ومتطلباتها لم تشهد الأسعار إرتفاعاً بالحجم الذي يتمناه المزارعون، الذين سلموا محاصيل العام الماضي لادارة ​الريجي​ بسعر تراوح ما بين 14 و16 الف ليرة للكيلو الواحد، في حين أنتجت منطقة الجنوب وحدها 5 ملايين كيلوغرام من التبغ العالي الجودة.

وفي جولة على المزارعين قامت بها "النشرة"، تقول "علا" من بلدة يحمر أن الأـسعار لم تتبدل منذ 16 سنة، في حين أنه لولا هذه الزراعة لما كان هناك صمود أو تمسك بالارض، وتذكر بوصف رئيس المجلس النيابي نبيه بري شتلة التبغ بـ"شتلة التمسك بالأرض"، وتتطالب برفع الأسعار في العام المقبل، خصوصاً أن الجنوب ينتج أجود الأنواع، وتسأل: "لماذا لا يُعطى المزارع حقه"؟.

من جانبه، شرح المزارع محمد طفيلي مراحل العمل في هذه الزراعة، من الإهتمام بالبذرة في المشتل إلى اقتلاعها شتولاً صغيرة وزرعها في الأرض مع ما يتطلب ذلك من دفع بدل أجرة لمن يتولى "الريّ"، ويلي ذلك العناية بالزرع والتعشيب وصولاً الى القطاف، ومن ثم التصفيط وجمع الأوراق في الطرود تمهيداً لتسليمها للريجي، وأوضح أن كل هذه المراحل ذات مشقة وتكلفة، وتابع "نتّكل على رئيس المجلس النيابي ووزير المالية ​علي حسن خليل​ لتحسين الأسعار، لأن من غير المنطقي أن تبقى على ما كانت عليه في الأعوام السابقة".

بدوره، دعا المزارع ماجد أبو دلا، من كفرتبنيت، إلى الالتفات لهذه الشريحة الكبيرة من أبناء الوطن لانصافها أو على الإقل اعطائها حقوقها وادخالها في الضمان الصحي والاجتماعي، ويضيف: "تسليم موسم سنوي لا يكفي دخول مستشفى"، وطالب باعطاء المزارع قروضاً مصرفية ميسرة ومن دون فائدة، خصوصاً أن معظم جرحى وضحايا القنابل العنقودية هم من ​مزارعي التبغ​.

في هذا السياق، شدد رئيس اتحاد مزارعي التبغ في لبنان ​حسن فقيه​، في حديث لـ"النشرة"، على أن تسعيرة 25 الف ليرة كسعر وسطي لكيلوغرام التبغ الواحد في الجنوب قليلة جداً، في ظل التكاليف المرتفعة وزيادة الأسعار وانتشار البطالة، وأشار إلى أن "المزارع في عكار والجنوب والبقاع صورة موحدة للعائلة وتماسكها في الحفاظ على هذه الزراعة التي تذوب بين أوراقها المرة الطائفية والمذهبية"، وأكّد أن "هناك شركات تبغ عالمية تستورد الإنتاج اللبناني وتقوم بتصنيعه".

ولفت فقيه إلى أن الريجي يحقق أرباحاً كبيرة من زراعة التبغ، فهو أدخل الموسم الماضي للخزينة العامة أكثر من 400 مليون دولار، وان أبرز المشاكل التي يعاني منها المزارعون في الجنوب هي القنابل العنقودية وزحف الباطون، وودعا الحكومة لاتخاذ قرار بزيادة المساحات المزروعة بالتبغ في الجنوب، وإعطاء رخص جديدة للمزارعين، بالإضافة إلى ادخالهم في الضمان الصحي والاجتماعي تطبيقاً لقرار جلسة مجلس الوزراء عقب تحرير الجنوب التي انعقدت في مدينة بنت جبيل.